انتصار حماس: هذا ما تريده أمريكا

انتصار حماس: هذا ما تريده أمريكا

٦ اشهر مضت على عملية ٧ اكتوبر. الأهداف التي حدّدها رئيس وزراء اسرائيل لم تتحقق. السنوار والضيف ما زالا على قيد الحياة، الرهائن الاسرائيلية ما زالت رهن الاحتجاز في أنفاق غزة وبالرغم من تدمير البنى التحتية العسكرية لحماس ما زالت عناصرها أو ما تبقى منها تقاتل وتطلق من وقت الى اخر بعضا من صواريخها باتجاه اسرائيل.
الانقسام في الداخل الاسرائيلي بدا يكبر حول سياسة رئيس الوزراء ”بيبي“ في إدارة الحرب وحول ملف صفقة تبادل الاسرى وهناك دعوى لانتخابات في ايلول المقبل من قبل المعارضة ولكن هناك ايضا وهذا الأهم الغضب الامريكي من تمرد نتنياهو على ادارة الرئيس بايدن واملاءاتها. هذا الغضب أصبح صريحا وواضحا ومن دون قفازات، وان كان قبلا مموها ببعض التقارير الصحفية او منقولا عن ”مصادر رفضت الكشف عن اسمها“، ولكن مع انتقاد رئيس الاغلبية الديمقراطية شك شومر في مجلس النواب لنتنياهو والدعوة لانتخابات في اسرائيل لاستبداله قبل اشهر وامتناع اميركا عن اشهار الفيتو بوجه قرار يطلب من اسرائيل وقفا فوريا لاطلاق النار في مجلس الامن، لم يعد هناك مجالا لاخفائه.
الرئيس بايدن قال لنتنياهو في اخر مكالمة جرت بين الرجلين انه ان لم يكن هناك خطوات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة ووقف لاطلاق نار فوري فان السياسة الامريكية تجاه اسرائيل ستتغير، وهذا ما أكّده جون كيربي منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي في مؤتمره الصحافي بعيد اتصال بايدن بنتنياهو. وبالفعل قام نتنياهو بفتح معابر جديدة لإيصال مساعدات انسانية بشكل أكبر.
يبقى ان هذا التغيير حاليا لا يمكن ان تتحمله اسرائيل لعدة اسباب اهمّها الحاجة الى السلاح الآتي من الولايات المتحدة الامريكية من اجل استمرار الحرب، لاسيما ان قررت اسرائيل اجتياح رفح او حتى اجتياح جنوب لبنان لتأمين سلامة مستوطنات الشمال. وهذه القرارات مع مرور الوقت وزيادة عزلت نتنياهو اصبحت صعبة التحقيق.
لماذا هذا التشدد الامريكي؟
البعض يبرر موقف اميركا المتشدد تجاه حرب اسرائيل على غزة لقرب الانتخابات الرئاسية الامريكية وتأثيرها على خيار الناخب لاسيما وان التعاطف مع ”القضية الفلسطينية“ داخل المجتمع الامريكي بدأ بالازدياد. هذا ممكن ان يكون، ولكن الحقيقة ان ادارة بايدن كما الحزب الديمقراطي الذي يديره الرئيس السابق اوباما من الكواليس ينتهج سياسة عدائية ليس فقط تجاه اسرائيل بل تجاه كل حلفاء الولايات المتحدة الامريكية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية. بكلام اخر ادارة الرئيس بايدن اقرب الى ايران منها الى اسرائيل.
هذا الامر بدا واضحا مع الاتفاق النووي الامريكي - الايراني وما تبعه من تحرير اصول ايرانية محتجزة بمليارات الدولارات وتخفيف العقوبات عليها والذي كان خطوة في اتجاه استراتيجية الرئيس اوباما الذي اعلنها في اكثر من مناسبة والتي تقوم على مساعدة الشرق الأوسط على إيجاد توازن بين ايران من ناحية والدول العربية واسرائيل من ناحية اخرى يقوم على التنافس من دون ان يجرّ المنطقة الى حرب.
كل سياسات الديمقراطيين ابتداء من سقوط الخطوط الحمر فيما خص استعمال الرئيس الاسد السلاح الكيميائي ضد شعبه، وصولا الى رعاية الاتفاق البحري مع لبنان لمصلحة حزب الله وبين هذه وتلك ارسال مليارات الدولارات لمرشد الجمهورية الاسلامية في ايران تصب في اتجاه واحد وهو اجبار العرب واسرائيل بتقاسم الجوار مع ايران بشكلها الحالي. ليس المطلوب من ايران ان تتراجع او ان تلغي دعمها لميليشياتها المزروعة في المنطقة او التراجع عن سيطرتها على عواصم عربية، المطلوب هو قبول العرب واسرائيل بهذه الوقائع و التعايش معها.
موقف اوباما من ايران يعود حسب اعتقادي الى جوابه عن سؤال اساسي طرحه الامريكيون بعيد هجمات الحادي عشر من ايلول: لماذا يكرهوننا؟. بالنسبة لأول رئيس اسود للولايات المتحدة الامريكية الكره الجواب يكمن في نتائج سياسات اميركا وحلفائها في المنطقة منذ عقود مديدة على شعوبها ودولها من ايران وصولا الى فلسطين. اوباما يعتقد ان هذا الكره مبرر، ولتصحيح المسار المطلوب واحد الوقوف الى جانب الضحية، ضحية سياسات اميركا.
سياسات ادارة بايدن هي امتداد لاستراتيجية الرئيس اوباما.
لذا ليس مستغرب ضغط الولايات المتحدة الى وقف الحرب القائمة في غزة، والى محاولات عزل نتنياهو من خلال دعم خصومه لا سيما غانتس، وليس مستغربا سعي ادارة بايدن العمل على استراتيجية ”اليوم التالي“ ومحاولة استبدال وجوه اليوم في حماس بوجوه اخرى ستضفي عليها صفة التقنوقراط، ليخرج بعدها السنوار منتصرا ثم شهيدا ان وصلت اليه المسيرات الاسرائيلية، ثم سيخرج علينا امين عام حزب الله ليتلو بيان النصر وهكذا ستكون ادارة بايدن خطت خطوة اخرى ضمن استراتيجية تمكين ايران في المنطقة.

قراءة المزيد

مركز السينما العربية يصدر قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في "مهرجان كان"

مركز السينما العربية يصدر قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في "مهرجان كان"

أطلق مركز السينما العربية النسخة الجديدة من قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية والتي تحتفي بالأشخاص والمؤسسات ذوي الأثر في صناعة السينما العربية خلال العام الماضي، وذلك في إطار الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المركز في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي. وتضم القائمة أسماءً يمثلون أنفسهم أو مؤسسات

ما تودّون معرفته عن المسلسل الكويتي "فعل ماضي" قبل تصويره

ما تودّون معرفته عن المسلسل الكويتي "فعل ماضي" قبل تصويره

يجدّد المنتج اللبناني جمال سنّان تعاونه مع نجوم الكويت في مسلسل جديد يحمل اسم "فعل ماضي"، متخطّياً الجدل القائم حول أحدث أعماله الكويتية، مسلسل "زوجة واحدة لا تكفي" وفيلم "شهر زي العسل"، اللذين أوصلا أبطالهما إلى النيابة العامة بتهمة الإساءة إلى

مصير المهرجانات اللبنانية على المحكّ بعد تعليق أنشطة "مهرجان بيت الدين"

مصير المهرجانات اللبنانية على المحكّ بعد تعليق أنشطة "مهرجان بيت الدين"

في الوقت الذي لم يحسم فيه منظّمو المهرجانات اللبنانية موقفهم بشأن إقامتها أو تأجيلها هذا العام، حسمت نورا جنبلاط مصير "مهرجانات بيت الدين الدولية" التي ترأس لجنتها، معلنةً تجميد أنشطتها لصيف 2024 بسبب الوضع الأمني في لبنان. وقرّرت جنبلاط تعليق المهرجان إلى أجل غير مسمّى،

بينهنّ أسيل عمران وأضوى فهد... تكريم 6 فنانات عربيات في"مهرجان كان السينمائي"

بينهنّ أسيل عمران وأضوى فهد... تكريم 6 فنانات عربيات في"مهرجان كان السينمائي"

تترك السينما السعودية بصمتها في الدورة 77 من "مهرجان كان السينمائي" المنعقدة حالياً حتى يوم 25 مايو الجاري، على مستوى الأفلام والندوات المختلفة، واستكمالاً لحضورها القوي في مسابقة "نظرة ما" من خلال فيلم "نورة"، كشف "مهرجان البحر الأحمر السينمائي" اليوم عن تجديد